عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج القرشى الأموى ، أبو الوليد و أبو خالد المكى ، مولى أمية بن خالد ، و قيل : مولى عبد الله بن أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبى العيص بن أمية الأموى . و قيل : كان جريج عبدا لأم حبيب بنت جبير زوجة عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبى العيص فنسب ولاؤه إليه و أصله رومى . و كان لابن جريج أخ اسمه محمد بن عبد العزيز ، و ابن اسمه محمد بن عبد الملك بن عبد العزيز . اِبْن جُرَيْجٍ : بِضَمِّ الْجِيم أَوَّله وَفَتْح الرَّاء. نسب إلى جده قال ابن سعد : ولد سنة ثمانين عام الجحاف قال ابن حجر : ثقة فقيه فاضل قال الذهبي : أحد الأعلام و سئل عنه أبو زرعة فقال : بخ ، من الأئمة . و قال أبو عاصم : كان من العباد ، و كان يصوم الدهر إلا ثلاثة أيام من الشهر .
من الذين عاصروا صغارالتابعين. أحد الأعلام الفقهاء المشاهير، من الثقات الفضلاء، يرسل ويدلس، روى له أصحاب الكتب الستة وغيرهم، توفي سنة (150هـ) وقد جاوز السبعين . انظر : تقريب التهذيب (1 / 520)، ( ت 1324) ع ؛ وخلاصة تذهيب التهذيب (ص 244) . وهو من الطبقة السادسة الذين لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة ، روى عن مجاهد وابن أبي مليكة ، وعطاء ، وعنه جماعة قال ابن عيينة : سمعته يقول : ما دون العلم تدوين أحد مات سنة خمس ومائة . ويقال إنه أول من جمع السنن . سمع من طاووس مسألة واحدة، ومن مجاهد حرفين في القراءات. وسمع الكثير من عطاء بن أبي رباح، وعمرو بن دينار، وابن المنكدر وغيرهم. روى عنه: الأوزعي، والثوري، وابن المبارك، وغيرهم. وكان عطاء يقول: ابن جريح سيد شباب أهل الحجاز ، وقال مالك: كان ابن جريج صاحب ليل - أي قيام اليل - فعن أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أهل مكة يقولون أخذ ابن جريج الصلاة من عطاء، وأخذ عطاء من أبي الزبير، وأخذها أبو الزبير من أبي بكر، وأخذها أبو بكر من النبي صلى الله عليه وسلم. قال عبد الرزاق: وكان ابن جريج حسن الصلاة
و قال المزى :
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : قلت لأبى : من أول من صنف الكتب ؟ قال : ابن جريج ، و ابن أبى عروبة .
و قال على ابن المدينى ، عن عبد الوهاب بن همام أخى عبد الرزاق بن همام ، عن ابن جريج : أتيت عطاء و أنا أريد هذا الشأن و عنده عبد الله بن عبيد بن عمير ، فقال لى عبد الله بن عبيد : قرأت القرآن ؟ قلت : لا . قال : فاذهب فاقرأ القرآن ثم اطلب العلم . قال : فذهبت فغبرت زمانا حتى قرأت القرآن ، ثم جئت إلى عطاء و عنده عبد الله بن عبيد ، فقال : تعلمت القرآن . أو قرأت القرآن ؟ قلت : نعم .
قال : تعلمت الفريضة ؟ قلت : لا . قال : فتعلم الفريضة ثم اطلب العلم . قال : فطلبت الفريضة ، ثم جئت ، فقال : تعلمت الفريضة ؟ قلت : نعم ، قال : الآن فاطلب
العلم . قال : فلزمت عطاء سبع عشرة سنة .
و قال عبد الرزاق ، عن ابن جريج : اختلفت إلى عطاء ثمانى عشرة سنة ، و كان يبيت فى المسجد عشرين سنة .
و قال محمد بن يحيى بن أبى عمر ، عن سفيان بن عيينة : سمعت ابن جريج يقول : ما دوّن العلم تدوينى أحد ، و قال : جالست عمرو بن دينار بعدما فرغت من عطاء تسع سنين .
و قال حمزة بن بهرام ، عن طلحة بن عمرو المكى : قلت لعطاء : من نسأل بعدك يا أبا محمد ؟ قال : هذا الفتى إن عاش ، يعنى : ابن جريج .
و قال إسماعيل بن عياش ، عن المثنى بن الصباح ، و غيره ، عن عطاء بن أبى رباح : سيد شباب أهل الحجاز ابن جريج ، و سيد شباب أهل الشام سليمان بن موسى ، و سيد شباب أهل العراق حجاج بن أرطاة .
و قال على ابن المدينى : نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة . فذكرهم . قال : ثم صار علم هؤلاء إلى أصحاب الأصناف ممن صنف العلم ، منهم من أهل مكة عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج و يكنى أبا الوليد ، لقى ابن شهاب و عمرو بن دينار ، و رأى الأعمش و لم يرو عنه .
و قال الوليد بن مسلم : سألت الأوزاعى و سعيد بن عبد العزيز ، و ابن جريج : لمن طلبتم العلم ؟ قال : كلهم يقول : لنفسى ، غير ابن جريج ، فإنه قال : طلبته للناس .
و قال على ابن المدينى : سألت يحيى بن سعيد : من أثبت أصحاب نافع ؟ قال : أيوب ، و عبيد الله ، و مالك بن أنس ، و ابن جريج أثبت من مالك فى نافع .
و قال صالح بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : عمرو بن دينار و ابن جريج أثبت الناس فى عطاء .
و قال أبو الحسن الميمونى ، عن أحمد بن حنبل : إذا قال ابن جريج : " قال " فاحذره ، و إذا قال : " سمعت " أو " سألت " جاء بشىء ليس فى النفس منه شىء .
قال : و سمعت أبا عبد الله غير مرة يقول : كان ابن جريج من أوعية العلم .
و قال عبد الرزاق : قدم أبو جعفر ـ يعنى : الخليفة ـ مكة ، فقال : اعرضوا على حديث ابن جريج ، فعرضوا ، فقال : ما أحسنها لولا هذا الحشو الذى فيها ـ يعنى : قوله : بلغنى و حدثت ـ .
و قال محمد بن إبراهيم بن أبى سكينة الحلبى ، عن إبراهيم بن محمد بن أبى يحيى : حكم الله بينى و بين مالك بن أنس ، هو سمانى قدريا ، و أما ابن جريج فإنى حدثته عن موسى بن وردان ، عن أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " من مات مرابطا مات شهيدا " ، فنسبنى إلى جدى من قبل أمى ، و روى عنى : من مات مريضا مات شهيدا . و ما هكذا حدثته .
و قال أحمد بن سعد بن أبى مريم ، عن يحيى بن معين : ثقة فى كل ماروى عنه من الكتاب .
و قال أبو زرعة الدمشقى ، عن أحمد بن حنبل : روى عن ست عجائز من عجائز المسجد الحرام ، و كان صاحب علم .
و قال جعفر بن عبد الواحد ، عن يحيى بن سعيد : كان ابن جريج صدوقا ، فإذا قال :" حدثنى " فهو سماع ، و إذا قال : " أخبرنا " أو " أخبرنى " فهو قراءة ، و إذا قال : " قال " فهو شبه الريح .
و قال عبد الرحمن بن مهدى ، عن سفيان الثورى : أعيانى حديث ابن جريج أن أحفظه ، فنظرت إلى شىء يجمع فيه المعنى ، فحفظته و تركت ما سوى ذلك .
و قال سليمان بن النضر الشيرازى ، عن مخلد بن الحسين : ما رأيت خلقا من خلق الله أصدق لهجة من ابن جريج .
و قال أحمد بن حنبل ، عن عبد الرزاق : ما رأيت أحدا أحسن صلاة من ابن جريج .
أخبرنا أبو العز الشيبانى ، قال : أخبرنا أبو اليمن الكندى ، قال : أخبرنا أبو منصور القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر بن ثابت الحافظ ، قال : أخبرنا على بن محمد بن عبد الله المعدل ، قال : حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار ، قال : حدثنا محمد بن عبيد الله المنادى ، قال : حدثنا أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أهل مكة يقولون : أخذ ابن جريج الصلاة من عطاء ، و أخذها عطاء من ابن الزبير ، و أخذها ابن الزبير من أبى بكر ، و أخذها أبو بكر من النبى صلى الله عليه وسلم . قال عبد الرزاق : و كان ابن جريج حسن الصلاة . وفاته
قال عمرو بن على : مات سنة تسع و أربعين و مئة . و قال يحيى بن سعيد القطان ، و مكى بن إبراهيم ، و أبو نعيم ، و غير واحد : مات سنة خمسين و مئة .
و قال على ابن المدينى : مات سنة إحدى و خمسين و مئة . قال : و يقال : مات سنة تسع و أربعين و مئة .
وهي نفس السنة التي توفي بها ابو حنيفة النعمان رحمه الله .
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 6 / 405 :
قال : و مات ابن جريج فى أول عشر ذى الحجة سنة خمسين و مئة ، و هو ابن سبعين سنة ، و كان ثقة ، كثير الحديث .
و ذكره ابن حبان فى " الثقات " ، و قال : كان من فقهاء أهل الحجاز ، و قرائهم ، و متقنيهم ، و كان يدلس . و قال الذهلى : و ابن جريج إذا قال : " حدثنى " و " سمعت " ، فهو محتج بحديثه داخل فى الطبقة الأولى من أصحاب الزهرى .
و قال ابن خراش : كان صدوقا .
و قال العجلى : مكى ثقة .
و قال الشافعى : استمتع ابن جريج بسبعين امرأة .
من مشهور أحاديثه :
في الصحيحين، عن ابن جريج عن نافع عن ابن عمر قال : « كان المسلمون حين قدموا المدينة، يجتمعون فيتحينون الصلاة ، وليس ينادي بهم أحد، فتكلموا يوما في ذلك، فقال بعضهم : اتخذوا ناقوسا مثل ناقوس النصارى، وقال بعضهم : قرنا مثل قرن اليهود، فقال عمر : أَوَلا تبعثون رجلا ينادي بالصلاة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا بلال قم فناد بالصلاة » (1) . | 
الجمعة يناير 22, 2010 8:27 pm
