فأين الله!؟ قصة عبد الله بن عمر مع راعي الغنم من أعجب القصص التي رواها لنا مولاه نافع، قال:: خرج ابن عمر في بعض نواحي المدينة ومعه أصحاب له ووضعوا السفرة له فمر بهم راعي غنم فسلم فقال ابن عمر: هلمَّ يا راعي فأصب من هذه السفرة. فقال له: إني صائم. فقال ابن عمر: أتصوم في مثل هذا اليوم الحار الشديد سمومه وأنت في هذا الحال ترعى هذه الغنم؟! فقال: والله إني أبادر أيامي هذه الخالية. فقال له ابن عمر - وهو يريد أن يختبر ورعه -: فهل لك أن تبيعنا شاة من غنمك هذه فنعطيك ثمنها، ونعطيك من لحمها ما تفطر عليه؟!. قال: إنها ليست لي بغنم إنها غنم سيدي. فقال له ابن عمر: فما يفعل سيدك إذا فقدها ؟ فولى الراعي عنه وهو رافع أصبعه إلى السماء، وهو يقول: فأين الله ؟! فأين الله ؟! قال: فجعل ابن عمرو يردد قول الراعي يقول: «قال الراعي فأين الله؟» قال: فلما قدم المدينة بعث إلى مولاه، فاشترى منه الغنم والراعي فأعتق الراعي، ووهب منه الغنم (11). يدعون إلى طعامهم الأغنياء ويدعو الفقراء وإذا كان أكثرُ الناس يدعون إلى طعامهم الأغنياء وأصحاب الهيئات، فإن ابن عمر يؤثر بزاده المساكين، فكان إذا صنع طعاماً فمر به رجل له هيئة، لم يدعه، ودعاه بنوه أو بنو أخيه، وإذا مر إنسان مسكين دعاه ولم يدعوه، وقال: يدعون من لا يشتهيه ويدعو من يشتهيه!. وأخباره في السخاء لا تنتهي، ولا يسمح المقامُ بسردها، مثله الأعلى في ذلك رسول الله السخي الجواد الكريم صلى الله عليه وآله سلم. أعتق ألف رقبة في سبيل الله ورغم ذلك اتهم بعضهم ابن عمر بالبخل، فذب عن عرضه ميمون، فقال: وكان يقول له القائل بخيل، وكذبوا والله ما كان بخيل فيما ينفعه!.، وكيف يكون بخيلاً من أعتق ألف رقبة في سبيل الله، كما روى نافع، قال: ما مات ابن عمر حتى أعتق ألف إنسان، أو زاد؟!. وربما أدى هذا القائل خشونة عيشه، وزهده في طعامه ولباسه وأثاثه، ولم يكن ذلك عن بخلٍ أو فقرٍ، فقد كانت تأتيه الأموال الطائلة، ثم ينفقها لساعتها، عن نافع، قال: إن كان ابن عمر ليقسم في المجلس الواحد ثلاثين ألفاً، ثم يأتي عليه شهر ما يأكل فيه مزعة لحم. وعن ميمون بن مهران قال: دخلت على بن عمر فقوَّمت كل شيء في بيته من فراش أو لحاف أو بساط وكل شيء عليه فما وجدته ثمن طيلساني هذا!. وقد ضحكتُ لرجلٍ عرض على ابن عمر أن يصنع له هاضماً للطعام!. ألا بن عمر يُصنع مثل هذا!؟. قال لابن عمر: أعمل لك جوارش ؟ قال: وما هو؟ قال: شيء إذا كظك الطعام، فأصبت منه، سهَّل وليَّن. فقال: ما شبعت منذ أربعة أشهر، وما ذاك أن لا أكون له واجداً، ولكني عهدت قوماً يشبعون مرة، ويجوعون مرة. وهذا تقشف اختياري، وزهد عن غنى، على طريقة رسول الله، إذ اختار معيشة الكفاف لنفسه ولأهله، وقد أثر عن ابن عمر قوله: ما شبعت منذ أسلمت. وكيف يشبع، وقد أخذ رسول الله يوماً بمنكبه، ووصاه قائلاً: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)!(12) وقد مر ابن عمر في الدنيا كعابر سبيل حقاً، عرض عليه أكبر ما تتشوف النفوس إليه من مغرياتها ومناصبها، ففر منها فرار الخائف الحذر، وزهد فيها زهد الغريب العابر !(13). عرضت عليه الإمارة بل الخلافة، فأباها، وفر منها فراراً طلب منه عثمان أن يتولى أمر القضاء في عهده، وقال له: أقض بين الناس. فقال: لا أقضي بين اثنين، ولا أؤم اثنين!. وبعد قتل عثمان، دخل عليه الناس، وعرضوا عليه أن يبايعوه بالخلافة، عن الحسن قال: لما قتل عثمان بن عفان، قالوا لعبد الله بن عمر: إنك سيد الناس وابن سيد، فاخرج نبايع لك الناس. قال: إني والله لئن استطعت لا يهراق في سببي محجمة من دم!. فقالوا لتخرجن أو لنقتلنك على فراشك!؟. فقال لهم مثل قوله الأول. قال الحسن: فأطمعوه، وخوَّفوه فما استقبلوا منه شيئاً حتى لحق بالله. ثم تكرر العرض بعد قتل علي وتكرر الرفض، وقد تسأل: لماذا يرفض ابن عمر الخلافة، وهو كفؤ كريمٌ لها، ولو بويع لما اختلف عليه اثنان، ولصان وحدة الأمة ومصالحها؟. والجواب الشافي الكافي على هذا السؤال تجده عند ابن عمر نفسه، حيث قال إثر قتل الخليفة عثمان: إن لهذا الأمر انتقاماً، والله لا أتعرض له، فالتمسوا غيري. فابن عمر كان يتوجس في نفسه خيفة من فتنة، بل كان يراها آتية لا ريب فيها، فكره أن يغمس يده فيها، أو أن يراق بسببه محجمة من دم، كما قال. اعتزل الفتنة، ونأى بنفسه عنها ثم لما وقع القتال بين علي ومعاوية آثر عبد الله أن يعتزل الفتنة، وينأى بنفسه عنها، وينجو من تحمل تبعاتها الجسام، فلم يحمل سلاحه إلا مرتين: في يوم الدار؛ نصرةً لعثمان، ويوم استعدَّ لحرب نجدة الحروري أيام ابن الزبير، ولم يشهد الجمل ولا صفين، ولا شيئاً من حروب علي ومعاوية، بسبب مقتل عثمان، وما خلَّفه من ظلمةٍ وغبشٍ واختلاط، وما لابس بيعة علي من اضطراب. وكذلك اعتزل حروب ابن الزبير مع بني أمية. فما سبب اعتزاله؟. ولعلنا نجد الجواب الشافي الذي يفسر موقف ابن عمر من الفتنة في قوله: «كمثل قوم كانوا يسيرون على جادة يعرفونها فبينما هم كذلك إذا غشيتهم سحابة وظلمة، فأخذ بعضنا يميناً وبعضنا شمالاً، فأخطأنا الطريق، وأقمنا حيث أدركنا ذلك، حتى تجلى عنا، فأبصرنا الطريق الأول، فعرفناه، فأخذنا فيه. إنما هؤلاء فتيان قريش يتقاتلون على هذا السلطان وعلى هذه الدنيا، والله ما أبالي ألا يكون لي ما يقتل فيه بعضهم بعضاً بنعلي!»ا. هـ. هل ندم ابن عمر على تركه القتال مع علي ؟ وإذا كنت تجدُ في نفسك شيئاً على ابن عمر بسبب اعتزاله، وترى في ذلك سلبية لا تليق به، فتعال نستمع إلى هذا الحوار الذي جرى بين صاحب الشأن وبين رجل نقم عليه، قال نافع: أتى رجل ابن عمر، فقال: يا أبا عبد الرحمن ما يحملك على أن تحج عاماً، وتعمر عاماً، وتترك الجهاد؟. فقال: بني الإسلام على خمس: إيمان بالله ورسوله، وصلاة الخمس، وصيام رمضان، وأداء الزكاة، وحج البيت. فقال: يا أبا عبد الرحمن، ألا تسمع قوله: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} فقال: لأن أعتبر بهذه الآية، فلا أقاتل، أحب إلي من أن أعتبر بالآية التي يقول فيها: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا}. فقال: ألا ترى أن الله يقول: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ}. قال: قد فعلنا على عهد رسول الله إذ كان الإسلام قليلاً، وكان الرجل يفتن في دينه؛ إما أن يقتلوه، وإما أن يسترقوه، حتى كثر الإسلام، فلم تكن فتنة. قال نافع: فلما رأى أنه لا يوافقه، قال: فما قولك في عثمان وعلي ؟. قال: أما عثمان، فكان الله عفا عنه، وكرهتم أن يعفو الله عنه. وأما علي فابن عم رسول الله وختنه وأشار بيده، هذا بيته حيث ترون (14). وليس ابن عمر وحده الذي اعتزل الفتنة، بل اعتزلها جلَّ أصحاب محمد صلى الله عليه وآله سلم. ولكن لما اتضح لابن عمر الأمر، وحصحص الحق، وامتازت الفئة الباغية، ندم على تركه القتال مع علي، طاعة لأمر الله تعالى: {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}، وأثر عنه أنه قال: «ما آسى علي شيء إلا أني لم أقاتل مع علي الفئة الباغية» (15). ودخل عليه رجل فسأله عن تلك المشاهد، فقال: كففت يدي فلم أقدم، والمقاتل على الحق أفضل. أما عن مذهبه في الفتنة، فيلخصه قوله: «لا أقاتل في الفتنة، وأصلي وراء من غلب»، وظل ملتزماً به، مواظباً عليه، محايداً يعتزل الفتن، لا يرفع سيفه في وجه مسلم حتى وافاه الأجل، وهو على ذلك، شعاره: «من قال: (حي على الصلاة) أجبته، ومن قال: (حي على قتل أخيك المسلم وأخذ ماله) فلا!!». هم مرة بكلمة، ثم أمسك عنها، وهو يشتهيها؛ حذر الفتنة!! ابن عمر رجل فقيه فطن يراقب الله، ويعرف عظم تبعة الكلمة في الفتنة، وهم مرة بكلمة، يريد الانتصار لنفسه، فخاف الفساد، فأمسك لسانه، وهو يشتهيها، وذلك أنه لما تفرق الحكمان، خطب معاوية، فقال: من كان يريد أن يتكلم في هذا الأمر، فليطلع إليَّ قرنه، فنحن أحق بذلك منه ومن أبيه؛ يعرِّض بابن عمر. قال حبيب بن مسلمة: فهلا أجبته فداك أبي وأمي ؟. فقال ابن عمر: حللت حبوتي، فهممت أن أقول: أحق بذلك منك من قاتلك وأباك على الإسلام. فخشيت أن أقول كلمة تفرق الجمع، ويسفك فيها الدم، فذكرت ما أعد الله في الجنان!!. فهلا كفَّ أرباب الأقلام وأصحاب الإعلام عن كلمة فتنة تخرِّب الأوطان وتفسد الأديان !. ابن عمر يعضُّ على السنة بالنواجذ ولذلك قال العلماء: يُقتدى بعمر في الجماعة، وبابن عمر في الفرقة!. والحق أنه يقتدى بابن عمر في سائر أحواله، لأنه من أئمة الدين، وأعلام الهدى، وأشبه الصحابة برسول الله، كأنه نموذج عنه، يتبع آثاره، وينزل منازله، ويصلي في كل مسجد صلى فيه، وكان يعترض براحلته في طريق رأى رسول الله صلى الله عليه وآله سلم عرض ناقته، وكان إذا وقف بعرفة يقف في الموقف الذي وقف فيه رسول الله صلى الله عليه وآله سلم. ويرفع إزاره إلى نصف ساقه، ويقبض على لحيته ثم يأخذ ما جاوز القبضة، ويلبس من الثياب ما لبسه رسول الله، ويتمسك بالسنة، ويقول: إني لقيت أصحابي على أمر، وإني أخاف إن خالفتم خشيت ألا ألحق بهم. ابن عمر وقصته مع «لا أدري»! انتفع الناس بعلم ابن عمر، وأقام بعد النبي صلى الله عليه وآله سلم ستين سنة يقدم عليه وفود الناس، ومع سعة علمه وتبحره، كان شديد الاحتياط والتوقي لفتواه، يكثر من (لا أدري!)، بينما يستحي منها كثير من طلاب العلم المبتدئين في أيامنا، وتجد بعضهم لا يرد سائلاً، ويجيبه بعلم أو بغير علم، ويتقحم أبواب جهنم، والعياذ بالله تعالى، فواعجباً لجراءتنا على الفتيا، وحذر ابن عمر منها، فهل أوتينا من العلم أكثر مما أوتيه!؟. وبعض الناس يؤتى حظاً من العلم، فينتفخ به غروراً، ويشقى بعلمه، ويكون عليه وبالاً، أما ابن عمر، فمازاده علمه إلا تواضعاً وخشية لله. عن عقبة بن مسلم قال: صحبت ابن عمر أربعة وثلاثين شهراً، فكان كثيراً ما يسأل، فيقول: لا أدري، ثم يلتفت إليَّ فيقول: أتدري ما يريد هؤلاء؟. يريدون أن يجعلوا ظهورنا جسوراً على جهنم، يقولون أفتانا بهذا بن عمر!!. وهذا ما يطلبه الناس اليوم، يحمل فتواه من شيخٍ إلى آخر حتى يقع على ما يشتهيه ويوافق هواه ومصلحته. ونحوه عن أبي الدارع قلت لابن عمر: لا يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم، فغضب، وقال: إني لأحسبك عراقياً!، وما يدريك علام أغلق بابي!. وخاطبه رجل: يا خير الناس، أو ابن خير الناس!. فقال: ما أنا بخير الناس، ولا ابن خير الناس، ولكني عبد من عباد الله، أرجو الله، وأخافه، والله لن تزالوا بالرجل حتى تهلكوه!!. العلم ليس بكثرة الحفظ ولكنه بخشية الله !. وإذا كان الناس يعدُّون العلم بكثرة الحفظ وسعة الإطلاع، فإن ابن عمر يراه في خشية الله والكف عن المحارم. كتب رجل إلى ابن عمر أن اكتب إلي بالعلم كله !. فكتب إليه: إن العلم كثير، ولكن إن استطعت أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء الناس، خميص البطن من أموالهم، كافَّ اللسان عن أعراضهم، لازماً لأمر جماعتهم، فافعل. الأمة الوسط أمة محمد جميعاً ومن أمارة العالم إزالة الغبش عن المفاهيم، حتى تبقى صورة الدين بيضاء نقية، وابن عمر رجلها!. قال رجل لابن عمر: من أنتم ؟ قال ابن عمر: ما تقولون؟ قال: نقول إنكم سبط، وإنكم وسط !. فقال: سبحان الله! إنما كان السبط في بني إسرائيل، الأمة الوسط أمة محمد جميعاً، ولكنا أوسط هذا الحي من مصر، فمن قال غير ذلك، فقد كذب وفجر!. وجدير بالجماعات والمؤسسات التي تحتكر الإسلام، وتضع الآخرين في قفص الإتهام، وتزعم أنها الفرقة الناجية، والأمة الوسط، وغيرها على حرفٍ ! جديرٌ بها أن تحفظ عبارة ابن عمر (الأمة الوسط أمة محمد جميعاً، فمن قال غير ذلك، فقد كذب وفجر!). رحم الله ابن عمر، ما أبلغ عباراته، وما أبعد مراميه، وما أعظم الدروس والعبر المستفادة من أقواله وأفعاله! ولا غرو، فقد مات حين مات، وهو- مثل أبيه في الفضل، وإن كان لا يضاهيه، لأنه وإن دنا من منازله أو فاقه، فهو ثمرته، والولد من كسب أبيه. بلغ ابن عمر سبعاً وثمانين سنة، ورزق من الولد اثنا عشر واربع بنات، ومن أحب ولده إليه، وأشبههم به في الزهد ووالورع والتقوى والعلم والفضل والخلق، سالم بن عبدالله، أحد فقهاء المدينة السبعة. وسمى ابن عمر أولاده على أسماء الصحابة، تيمنا بهم، وحباً لهم. يا شباب الإسلام: أَحبُّوا عبد الله بن عمر، وأَحبُّوا أصحاب محمد، وسموا أولادكم بأسمائهم، واهتدوا بهديهم، رزقنا الله محبته ومحبة جميع أصحاب رسول الله وآل بيته الكرام. وفاة ابن عمر مات ابن عمر في مكة، في أول سنة أربع وسبعين، ودفن بذي طوى في مقبرة المهاجرين بمكة. ولكن روي أن الحجاج قد وجد عليه، لما كان يظهره له من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فأمر رجلاً، فسم حربة، وزحمه في الطريق، وأمَرَّها على ظهر قدمه، فمرض منها أياماً، فدخل عليه الحجاج يعوده، فقال له: من فعل بك يا ابا عبد الرحمن؟. قال: أنت الذي أمرت بإدخال السلاح في الحرم!. فلبث أياماً ثم مات، وصلى عليه الحجاج !. وقد أفضى الجميع إلى ربهم، وهو أعلم بهم، وعليه حسابهم، وما علينا من حسابهم شيء، وأولى من ذلك أن ننتفع بسيرة ابن عمر، ونأخذ منها الدروس والعبر، ونأتسي به في تمسكه بالسنة، ونهتدي بهديه في الفتنة خاصة، وأيامنا فتن كلها، ولا حول ولا قوة إلا بالله. الحواشي : (11) شعب الإيمان للبيهقي - (ج 11 / ص 275) - فأين الله ؟. (12) رواه البخاري. (13) قال الذهبي: وأين مثل ابن عمر في دينه، وورعه وعلمه، وتألهه وخوفه، من رجل تعرض عليه الخلافة، فيأباها، والقضاء من مثل عثمان، فيرده، ونيابة الشام لعلي، فيهرب منه، فالله يجتبي إليه من يشاء، ويهدي إليه من ينيب. (سير أعلام النبلاء - (ج 3 / ص 235) ). (14) رواه البخاري. (15) رواه الحاكم.
|