نظام القذافي «يترنح» ... وقبضته على الحكم تتراخى

نظام القذافي «يترنح» ... وقبضته على الحكم تتراخى

طرابلس - وكالات الانباء

باتت قبضة الزعيم الليبي معمر القذافي تنحسر عن الجغرافيا الليبية ، حيث اتسعت المناطق خارج سيطرة حكمه ، فيما واصل "جنرالات" جيشه بالتمرد على اوامره بالتزمن مع استمرار دبلوماسيه في الخارج بـ" شق عصا الطاعة". وبدا من الواضح ان نظام "العقيد" بـ" الرمق الاخير" ،

فعلاوة على ان السبحة العشائرية والسياسية تواصل الانفراط من حوله ، ظهر نظام" العقيد متخبطا ، حيث اخذ يلقي بالتهم في جميع الاتجاهات ، فتجد تارة يتهم القاعدة بالوقوف وراء الثورة ، وتارة اخرى يتهم دولة عربية بـ"التامر" على النظام ، وعلى الارض استخدم "الاسلحة الثقيلة" في قمع معارضيه ، وسط مخاوف من استخدامه لـ"اسلحة غير تقليدية" للخلاص من ثورة 17" فبراير" ، في حين اعلن "احرار" شرق ليبيا عزمهم الزحف لتحرير طرابلس وطرد" الطاغية".

وقتل23شخصا وأصيب 44 في هجوم شنته قوات القذافي على مدينة الزواية غرب العاصمة طرابلس. وبحسب شهود عيان فإن "كتائب القذافي" هاجمت المعتصمين بميدان الشهداء صباح امس بأسلحة ثقيلة ، مما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى.

وتصدى المتظاهرون لمهاجمين يستقلون 30 سيارة يطلقون أسلحة مضادة للدروع. وأكد شاهد عيان لـ"الجزيرة" أن 16 شخصا قتلوا في "المجزرة" ، ونقلت قناة "العربية" عن شاهد عيان أن المدينة أصبحت أشبه بـ"مجزر" ومن الصعب تحديد عدد القتلى والجرحى.

وروى شاهد اخر أن الهجوم استهدف نحو ألف معتصم في ميدان الزاوية للمطالبة برحيل القذافي. وأضاف أن سكان المدينة انتفضوا بعد هذه المجزرة وخرجوا إلى الشوارع وقد أصبحوا أكثر إصرارا على رحيل القذافي. واكد شاهد العيان علاء الزاوي أن 40 ألف متظاهر كانوا لا يزالون يسيطرون على المدينة ويعتصمون بميدانها بعد دحر المهاجمين.

في هذه الأثناء ، هاجمت قوات من "كتائب القذافي" تجمعات لمحتجين يسيطرون على مدينة مصراتة شرق طرابلس وقتلت عددا منهم. وقال شاهد عيان إن القتال دار قرب مطار مصراتة ، لكن المدينة بقيت تحت سيطرة الثوار. وفي تطورآخر ، سيطرت لجان شعبية على مدينة زوارة غرب طرابلس ، وقال عمال مصريون عبروا الحدود من ليبيا الى تونس انه" ليس هناك ما يدل على أي وجود للشرطة أو الجيش في المدينة التي تسيطر عليها لجان شعبية مسلحة بأسلحة الية". وفي السياق ، اكد سكان في بنغازي ان مرافيء النفط الليبية في راس لانوف ومرسى البريقة خارج سيطرة القذافي.

وفيما يتعلق بالأوضاع بالعاصمة طرابلس ، اكدت مراسلة فرانس برس في طرابلس ان الحياة بدات تعود تدريجيا الى طبيعتها امس حيث فتحت معظم المتاجر والمصارف ابوابها ، كما فتحت المدارس رسميا ابوابها الا ان معظم الاهالي فضلوا ابقاء ابنائهم في المنازل.وجابت المدينة مسيرات متفرقة مؤيدة للقذافي. غير ان الصحفي عبد الله عبد الرحمن نقل لـ"الجزيرة" إن "أكثر ما يثير رعب سكان طرابلس هو أصوات إطلاق النار والمدفعية التي تملأ أرجاء المدينة ، بالإضافة لتردد أنباء عن محاصرة كتائب مسلحة لقرى ومناطق قريبة من المدينة". مؤكدا أن أهالي طرابلس يتداولون بكثرة أنباء عن مهاجمة المرتزقة للمستشفيات حيث يقومون بسرقة جثث قتلى المواجهات ويخفونها بأماكن مجهولة كما يقومون بخطف الجرحى.

وبعد ان سيطر الثوار على شرق ليبيا ، تنوي المعارضة الليبية الزحف نحو طرابلس للاطاحة بنظام القذافي. وقال رجل "اننا ننوي الزحف على طرابلس اذا تعين مساعدتها ، ان هدفنا هو طرابلس اذا لم تتمكن من تحرير نفسها بنفسها". واضاف احد المحتجين في البيضاء "لم يعد في وسعنا التراجع وحتى لو سقطنا جميعا فلن يضطر ابناؤنا للعيش معه" ، في اشارة الى القذافي .

وفي مدينة البيضاء الساحلية شرق بنغازي ، يهتف حشد من المحتجين في قاعة اجتماع ترحيبا بنحو عشرة ضباط برتبة لواء وعقيد رفضوا اطلاق النار على الحشود وانشقوا عن الجيش. واعلن اللواء صالح مثاك قائد الشرطة القضائية "انني قدمت استقالتي واتيت الى البيضاء للتضامن مع شعبي".واوضح اللواء عبد العزيز البوستا "امرونا بمهاجمة الشعب فرفضت ، لا يمكن استعمال السلاح ضد شبابنا". وقال خالد عبد العزيز الرقيب في الشرطة "التحقنا جميعا بصفوف الثورة عندما راينا المرتزقة يطلقون النار على شبابنا". واضاف ضابط آخر "يجري الحديث عن التقدم الى طرابلس. هدفنا طرابلس ان عجزت على تحرير نفسها".وانضم مدير أمن شعبة بنغازي العميد علي محمود هويدي إلى قائمة الشخصيات الأمنية التي أعلنت تخليها عن القذافي ، وانضمامها إلى الثورة.

وفيما يتعلق بموقف القبائل من الثورة ، دعت عشائر الشرق في اجتماع حاشد لها بمدينة البيضاء الدول الأوروبية لاتخاذ موقف جريء من الأحداث التي تشهدها بلادهم. وقال وزير العدل الليبي المستقيل مصطفى عبد الجليل الذي حضر الاجتماع إن القذافي أرسل وفدا للتفاوض مع العشائر لكنها رفضت وتمسكت بمطلب الشعب برحيل الطاغية. وقال عبد الجليل إنه يرجح أن يلجأ القذافي لاستخدام كل الأسلحة للفتك بالثورة الشعبية ، وأبدى تخوفه على العاصمة طرابلس ، التي قال إن المعلومات الواردة منها تشير إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى ، واصفا الأمر بالمدينة بأنه كارثي.

وكان كبار مشايخ مدينة الزنتان قد أكدوا فقدانهم للثقة في القذافي بعد كلمته التي ألقاها الثلاثاء ، مؤكدين على وحدة القبائل الليبية وداعين عموم الشعب الليبي إلى الوقوف في وجهه ودعم الثورة.كما لوحت تلك القبائل - في بيان - بقطع إمدادات النفط والغاز إلى أوروبا والعالم في حالة عدم تنحي معمر القذافي ونظامه "الفاسد" وتسليم ليبيا للشعب. وفي ضربة أخرى لنظام القذافي المستند لولاء القبائل ، دعا الوالي السابق لقبيلة أولاد سليمان الشيخ غيث سيف النصر في بيان بثه عبر" الجزيرة" أبناء قبيلته وقبائل الجنوب إلى أن يبادروا بالانضمام إلى أبناء وطنهم وأن "يتخلصوا من هذا الطاغية وهذا الظالم". وكان أعضاء بارزون من قبيلة ورفلة التي تعد من كبرى القبائل في البلاد أصدروا بيانات يرفضون فيها بقاء القذافي في السلطة وحثوه على مغادرة ليبيا ، كما أعلنت قبيلة ترهون بدورها التبرؤ من القذافي.

وفي السلك الدبلوماسي ، ذكرت مصادر بوزارة الخارجية في الرباط أن السفير الليبي لدى المغرب وحوالي عشرة من موظفي السفارة أعلنوا أنهم استقالوا وانحازوا إلى المعارضة ضد نظام القذافي. وذكرت وسائل الاعلام أن المحتجين مزقوا العلم الليبي وصور القذافي. بدوره أعلن المستشار في السفارة الليبية في العاصمة الكندية أوتاوا إيهاب المسماري استقالته احتجاجا على قمع نظام القذافي للمحتجين المناوئين له. وقال المسماري لصحيفة "تورنتو ستار" "اشعر بالخوف. اسمع كلاما عن اسلحة غريبة ، كهذا الغاز الذي استخدم في اليابان" ، وذلك في اشارة الى الاعتداء بغاز السارين الذي اوقع 12 قتيلا وادى الى تسمم الالاف في مترو طوكيو في آذار ,1995 وفي هذا السياق ، قال عبد المنعم الهوني الذي استقال من منصبه مندوبا لليبيا لدى جامعة الدول العربية "لو كان القذافي يمتلك قنبلة نووية لما تردد في استخدامها للدفاع عن نظامه المتهاوي ..إنه يسعى بكل ما يملك من وسائل للتمسك بالكرسي والسلطة".

وأردف "لم يعد لأي منا أي علاقة به الآن هو بمفرده تقريبا ، رفاقه القدامى في النضال والسلاح تخلوا عنه ".ومضى قائلا "يخوض القذافي معركته الأخيرة باستماتة هربا من المصير المحتوم الذي ينتظره هو وعائلته وكبار مساعديه إذا ما انتصرت الثورة الشعبية ضده".وأضاف"يعلم القذافي جيدا أنه سيتعرض لحساب عسير من قبل الشعب". وفي رسالة صوتية بثها التلفزيون الليبي امس ، القى القذافي المسؤولية على زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في التلاعب بالليبيين الذين ثاروا عليه وسيطروا على اجزاء كبيرة من البلاد. واكد القذافي ان المتظاهرين يخدمون مصالح بن لادن وهم تحت تاثير "حبوب الهلوسة". وكان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي اكد في بيان دعمه التام للمتظاهرين الليبيين واعدا بـ"عمل كل ما يمكنه عمله من اجل مساعدة" الثورة ضد العقيد القذافي.وفي اشارة الي المصادمات العنيفة التي تجري في بلدة الزاوية قال القذافي ان "ما يحدث في الزاوية مهزلة والعقلاء لا يشاركون في مثل هذه المهزلة". واضاف ان سلطته في ليبيا "مجرد سلطة ادبية ومرجعية". وقال "منذ العام 1977 تركت لكم السلطة" في اشارة الى اللجان الشعبية مضيفا "السلطة بايدي الشعب ، انتم تقررون كل شيء".ودعا الى الحفاظ على الهدوء في البلاد. وقدم القذافي التعازي في القتلى ووصفهم بأنهم ابناء ليبيا.

من جانبه ، اتهم سيف الإسلام القذافي دولا عربية لم يسمها بالتآمر ضد ليبيا ، قائلا إن "التآمر ليس من الليبيين ، التآمر قادم من إخوانكم العرب الذين سلطوا عليكم إذاعاتهم والكلام المسموم والإشاعات الكاذبة". ونفى سقوط مئات القتلى في المصادمات. واعتبر سيف الإسلام ، خلال زيارة قام إلى مقر قناة الليبية ، أن "هذه معركة إعلام ، وقد ضحكوا على الليبيين بالإعلام والأخبار الكاذبة". قال إن ليبيا ستكون مفتوحة أمام كل الصحفيين من جميع أنحاء العالم لنقل مجريات الأوضاع وتوضيح الحقائق. وفي حين أعلنت السلطات الليبية أنها تعد لجولة للبعثات الأوروبية في شوارع العاصمة "لدحض الشائعات التي تروجها وسائل الإعلام المغرضة" ، نشرت "الجزيرة" صورا تظهرجثثا لرجال بزي الأمن ملقاة على الشوارع قيل إنهم تعرضوا للإعدام بعد رفضهم الانصياع للأوامر بقمع وقتل المتظاهرين. وتظهر الصور الجثث وهي مكبلة الأيدي وعليها آثار استهداف الرصاص للرأس مباشرة. وفي حين صرح سعدون السويح سفير ليبيا لدي مالطا ، الذي مازال يدين بولائه للقذافي ، إن هناك نحو2500 "عنصر" أجنبي لهم صلة بتنظيم القاعدة يشاركون في الثورة. أكدت مصادر حقوقية أن مرتزقة من أوكرانيا وصربيا يقودون طائرات لقصف مدنيين في ليبيا. في هذه الاثناء ، دعت اللجنة الشعبية العامة للامن العام المحتجين الى تسليم أسلحتهم وعرضت مكافات على من يبلغون عن زعماء الاحتجاجات. وجاء في البيان "الذي يسلم سلاحه نادما يعفى من الملاحقة القانونية كما تدعو اللجنة المواطنين بالتعاون معها بالابلاغ بالذين غرروا بالشباب او زودوهم باموال او اجهزة او مواد مسكرة او حبوب الهلوسة وسيتم منح مكافأة مالية مجزية لكل من يبلغ او يساهم في القبض عليهم".

» فضايح ابناء القذافي....صور
» نظام لعلاج مرض السكر
» الشيخ حسين يستمع للبوطى فى شرح الحكم مع عمر ابوعرام
» تعالوا نعرف اهم وافضل الاجهزة نظام التقنية العالية للصورة
» نظام اللينكس Linux وبرامجة وملحقاتة وشروحاتة متجددة 2009