امير الاحزان مشرف
الجنسية : الهواية : المهنة : الدوله : الاوسمه : عدد المساهمات : 295 نقاط : 692 السٌّمعَة : 100 تاريخ التسجيل : 13/12/2009
| موضوع: حياة الصحابة رضي الله عنهم الأحد يونيو 27, 2010 2:11 pm | |
| أبو ذر الغفارى( رضي الله عنة )
من سره أن ينظر الى تواضع عيسى فلينظر
إلى أبى ذر (رسول الله صلى الله علية وسلم )
قال صلى الله عليه وسلم :
"خياركم فى الجاهلية خياركم فى الإسلام إذا فقهوا"
وها نحن نفتح صفحة جديدة نقية بيضاء لهذا الصحابي الجليل الذى ملأ الدنيا بزهده وورعه...الذي لم تستطع الدنيا أن تنال من قلبه شيئا...إنه أبو ذر الغفاري.
أحد السابقين الأولين, من نجباء الصحابة.
قيل كان خامس خمسة فى الإسلام.
وكان رأسا فى الزهد, والصدق, والعلم والعمل, قوالا بالحق, لا تأخذه فى الله لومة لائم, على حدة فيه. قال عنه علي رضي الله عنه : لم يبق أحد لا يبالي فى الله لومة لائم, غير أبى ذر, ولا نفسي. ثم ضرب بيده على صدره.
قصة إسلامه وصفحات مضيئة من حياته
نشأ أبو ذر في مضارب قبيلة غفار التى كانت تقع بجوار الساحل في منتصف المسافة بين مكة و المدينة و قد كره منذ نشأته عبادة قومه لأصنام لا تضر و لا تنفع . و لم يكد يسمع بظهور نبي في مكة يدعو إلى عبادة اله واحد حتى رحل مسرعا" اليه .
و في مكة كان لقاؤه مع رسول الله حيث آمن بدعوته و أصبح من المسلمين الأولين. و طلب منه رسول الله رحمة به ألا يجهر بإسلامه حتى لا يتعرض لأذى قريش و أن يعجل بالرحيل إلى قومه و ألا يعود إلى مكة الا بعد أن يستقر الأمر فيها للإسلام .
لكن أبا ذر أبى أن يترك مكة الا بعد أن يعلن على الملأ إسلامه فاتجه إلى الكعبة و عندما بلغ المسجد صاح بأعلى صوته (( يا معشر قريش )) و بعد آن التف الناس حوله صاح فيهم : أشهد أن لا اله الا الله و أن محمدا رسول الله و قام اليه أهل قريش و أشبعوه ضربا" حتى خر مغشيا" عليه . و عاد أبو ذر إلى قومه في غفار و اخذ يروي لهم عن ذلك الدين الجديد الذى سيخرجهم من الظلمات الى النور و ما زال بهم حتى أعلن خفاف بن ايماء الغفاري سيد القبيلة إسلامه و سرعان ما تبعه معظم قومه .
و عندما علم ابو ذر بهجرة الرسول عليه الصلاة و السلام إلى المدينة انطلق مسرعا" إليها حيث انضم إلى الرسول و أصبح تابعا" من اتباعه يغترف من معين علمه و يتشبه به في زهده و يخرج للجهاد معه في غزواته و مشاهده .
و عندما سار الرسول على رأس جيش المسلمين لفتح مكة كان أبو ذر في خدمته طول الطريق لا يفترق عنه و لا يتركه و حينما دخل رسول الله الكعبة و أخذ يحطم الأصنام هتف أبو ذر خلف الرسول : قل جاء الحق و زهق الباطل آن الباطل كان زهوقا .
و بعد أن أظلت راية الإسلام شبه الجزيرة بأسرها و أخذ الرسول في توزيع أموال الزكاة و الفىء على المسلمين ظهرت أثار النعمة على الكثيرين منهم فشبعوا بعد مسغبة و اقتنوا الحلل و الثياب و لكن أبو ذر بقي على زهده ليس له من طعام الا من شعير و لا يرتدى الا اخشن الثياب .
و عندما خرج الرسول صلى الله عليه و سلم من المدينة قاصدا تبوك على رأس جيش العسرة في رجب من السنة التاسعة للهجرة لقتال الروم صمم أبو ذر على الخروج معه رغم ضعف بعيره و هزاله . و أخذ الجيش يقطع الصحراء القاحلة في موسم شديد الحر و كانت الرمال ملتهبة و أشعة الشمس محرقة فأحس الناس بضيق شديد حتى تخلف البعض منهم و عادوا إلى المدينة. و أبطأ بعير أبى ذر و لكن الجيش استمر في زحفه تاركا أبا ذر خلفه . و أخذ أبو ذر يستحث بعيره كى يسرع في سيره ليلحق بالمسلمين و عندما هلك بعيره من فرط الإجهاد و العطش حمل أبو ذر متاعه على ظهره و أبى أن يعود إلى المدينة حتى لا ينضم إلى المنافقين الذين تخلفوا عن الخروج في سبيل الله . و مضى أبو ذر وحده يقطع الصحراء الشاسعة و قد استبد به الجوع و العطش مصمما على اللحاق بإخوانه الغزاة الزاحفين أو يموت في الطريق. و كان جيش المسلمين قد عطش أفراده عطشا" شديدا" حتى جعلوا ينحرون أبلهم فيعصرون أكراشها و يشربون ماءها و لولا سقوط المطر يومذاك لهلك كثير منهم عطشا . و نظر أحد المسلمين خلفه فلمح رجلا قادما من بعيد يجر ساقيه جرا فقال : يا رسول الله هناك رجل يمشى على الطريق وحده فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : كن أبا ذر ....و عندما تبين القوم الرجل القادم صاحوا : يا رسول الله هو و الله أبو ذر فقال الرسول عليه الصلاة و السلام : ( يرحم الله أبا ذر يمشي وحده و يموت وحده و يبعث وحده ) .
ولما توفى النبي صلى الله عليه وسلم ولحق بالرفيق الأعلى لم يستطع أبو ذر أن يعيش فى المدينة بعد أن أظلمت بموت الحبيب صلى الله عليه وسلم وخلت من صوته العذب ومجالسه المباركة فرحل إلى البادية وعاش فيها مدة خلافة الصديق والفاروق رضى الله عنهما.
وفى خلافة عثمان رضى الله عنه نزل فى دمشق فلما رأى أن كثيرا من المسلمين أقبلوا على الدنيا وانغمسوا فى الترف قام فيهم ناصحا ومذكرا.
ولما استدعاه عثمان رضى الله عنه يوما طالبا منه ان يجاوره بالمدينة قال أبو ذر لا حاجة لي في ذلك ثم طلب منه أن يأذن له فى أن ينزل بالربذة فأذن له.
وعاش أبو ذر رضي الله عنه حياة الزهد والتقشف فى الربذة وظل على تلك الحالة التى تركه عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عن سفيان الثوري قال : قام أبو ذر الغفاري عند الكعبة فقال : يا أيها الناس , أنا جندب الغفاري هلموا إلى الأخ الناصح الشفيق, فاكتنفه الناس, فقال أرأيتم لو أن أحدكم أراد سفرا أليس يتخذ من الزاد مايصلحه ويبلغه؟ قالوا : بلى. قال : فإن سفر القيامة أبعد ماتريدون, فخذوا ما يصلحكم. قالوا : وما يصلحنا؟ قال : حجوا حجة لعظائم الأمور, وصوموا يوما شديدا حره لطول النشور, وصلوا ركعتين فى سواد الليل لوحشة القبور....كلمة خير تقولها, أو كلمة شر تسكت عنها لوقوف يوم عظيم. تصدق بمالك لعلك تنجو من عسيرتها. اجعل الدنيا مجلسين مجلسا فى طلب الحلال, ومجلسا فى طلب الاخرة. الثالث يضر ولا ينفعك لا نرده.
أقواله
والذي نفسي بيده, لو وضعتم السيف فوق عنقي, ثم ظننت أني منفذ كلمة سمعتها من رسول الله صلى الله علية وسلم قبل أن تحتزوا لأنفذتها.
دعاء لأبي ذر الغفاري
دعاء كان يدعوه أبو ذر الغفاري رضي الله عنه مرتين في اليوم حتى أن من في السماء كانوا يعرفونه به وهذا الدعاء هو: اللهم إنني أسألك إيماناً دائماً. و أسألك قلباً خاشعاً.
و أسألك علماً نافعاً.
و أسألك يقيناً صادقاً.
و أسألك ديناً قيماً.
و أسألك العافية من كل بلية.
و أسألك تمام العافية.
و أسألك الشكر على العافية.
و أسألك الغنى عن الناس.
اقتدائه بالرسول
عاش أبو ذر -رضي الله عنه- مقتديا بالرسول -صلى الله عليه وسلم- فهو يقول: (أوصاني خليلي بسبع، أمرني بحب المساكين والدنو منهم، وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأمرني ألا أسأل أحدا شيئا، وأمرني أن أصل الرحم، وأمرني أن أقول الحق ولو كان مرا، وأمرني ألا أخاف في الله لومة لائم، وأمرني أن أكثر من: لا حول ولا قوة إلا بالله)... وعاش على هذه الوصية، ويقول الإمام علي - رضي الله عنه -: (لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر)...
وفاته
في (الربذة) جاءت سكرات الموت لأبي ذر الغفاري، وبجواره زوجته تبكي، فيسألها: (فيم البكاء والموت حق؟)... فتجيبه بأنها تبكي: (لأنك تموت، وليس عندي ثوب يسعك كفنا !)... فيبتسم ويطمئنها ويقول لها: لا تبكي، فاني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم وأنا عنده في نفر من أصحابه يقول: (ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض، تشهده عصابة من المؤمنين)... وكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية، ولم يبق منهم غيري، وهأنذا بالفلاة أموت، فراقبي الطريق فستطلع علينا عصابة من المؤمنين، فاني والله ما كذبت ولا كذبت)... وفاضت روحه إلى الله، وصدق...
فهذه جماعة مؤمنة تأتي وعلى رأسها عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما أن يرى وجه أبي ذر حتى تفيض عيناه بالدمع ويقول: (صدق رسول الله، تمشي وحدك، وتموت وحدك، وتبعث وحدك)... وبدأ يقص على صحبه قصة هذه العبارة التي قيلت في غزوة تبوك كما سبق ذكره...
| |
|
الاستاذ مراقب عام
الجنسية : الهواية : المهنة : الدوله : الاوسمه : عدد المساهمات : 195 نقاط : 538 السٌّمعَة : 100 تاريخ التسجيل : 09/12/2009 العمر : 34
| موضوع: رد: حياة الصحابة رضي الله عنهم الأحد يونيو 27, 2010 2:15 pm | |
| | |
|